ماذا تعرف عن زراعة البُن في وادي القطي بيافع رصد ؟
الأربعاء - 22 نوفمبر 2023 - الساعة 08:17 ص بتوقيت اليمن
كتب : عوض محمد السعدي
وادي قطي أحد أودية شعب العرمي بيافع رصد و يقع شمال غرب عاصمة المديرية رصد بمحافظة أبين ويتوسط أربع مديريات يافعية منها مديريتي رصد وسباح التابعة لمحافظة ابين ومديريتي يهر ولبعوس التابعة لمحافظة لحج، وارتبط اسم هذا الوادي العريق بالبُن القطوي الأصيل الذي يعتبر أحد أجود أنواع البُن اليافعي وأحد مصادر شتلات البُن وأشهرها على الإطلاق
وامتهن سكان وادي قطي بشعب العرمي الزراعة وأهمها زراعة أشجار البُن القطوي حيث يمتلكون خبرات كبيرة في بذر حبوب البُن وتشتيلها منذ أن عرفت يافع زراعة البُن في القدم، ويعتبر وادي قطي أحد أهم المصادر الرئيسية لشتلات البُن القطوي على مستوى يافع واليمن عامة، ووصلت عدد أشجار البُن في الوادي قبل عام 1990م اكثر من مئتان الف شجرة بن مثمرة ومعظم السكان لديهم مشاتل خاصة ويمتلكوا في ذلك خبرات كبيرة متوارثة عن الاباء والاجداد
و تعتبر أشجار البُن القطوي من أجود أنواع البُن، وينتمي إلى الصنف تيبيكا (typica)، التي تعد من أهم فصائل القهوة ويعود مصدرها لليمن وانتقلت إلى دول أسيا وامريكا الجنوبية في القرن السادس عشر الميلادي وينتمي ل typica وهي سلاله منحدرة من الاربيكاء وتمتاز في طول شجرتها وحساسيتها وحبوبها الصافية الكبيرة الحجم وطعمها يختلف عن بقيه السلالات الاخرى المقاومة للبرد والجفاف، وما يساعد على نجاح زراعة البن في وادي قطي هو موقعه الجغرافي، المحاط بالجبال من جميع الاتجاهات، والذي جعل مناخه دافئا في فصل الشتاء
وتعرض الوادي لأكبر كارثة عرفتها يافع حيث طمرت أجزاء كبيرة من الوادي مخلفات عمل طريق لسيان في العام 2010م وتسببت تلك المخلفات في طمر ودفن عشرات الالاف من أشجار البُن ولا زالت الأراضي الواقعة في أسفل وادي حلف وصولا للوسطي مطمورة شاهدة على أكبر كارثة تعرضت لها أشهر رقعة زراعية في للبُن اليافعي، وتسببت في دفن الآبار الخاصة للشرب وري الأراضي الزراعية بالوادي
يذكر أن وادي قطي يعتبر من الاودية الرئيسية في شعب العرمي للمياه النازلة منه ويعتبر أحد المصادر الاساسية لمياه الآبار وري الاراضي الزراعية، حيث توجد في الوادي عدة شعاب جميعها تصب في وادي قطي، منها حلف الاسفل وحلف الاعلي والسفر وإخدار القوادر والشزب والماعيل واعلي قطي اضافة الى كثير من الاودية الصغيرة معظمها تغذي الوادي بالمياه في موسم الأمطار وتنبع منها العيون والغيول في الطرقات والشعاب، وتمتلئ منها الآبار، ولكنها لم تستمر كثيرا، لشدة انحدار الوادي حيث تجف الآبار والغيول في فصل الشتاء لعدم وجود الحواجز الارضية والسدود والصهاريج المائية في الجبال لخزن المياه المهدورة في مواسم الأمطار ليُستفاد منها في فصل الشتاء لتغذية الآبار والغيول طوال العام