اشتُهرِت منطقة (يافع) منذ القِدَم بزراعة البُنِّ؛ إذ يُعدُّ البُنُّ اليافعِيُّ إرثًا حضاريًّا وتاريخيًّا، وقد اكتسب البُنُّ اليافعِيُّ شهرة واسعة كبيرة، يعود ذلك لأسباب كثيرة؛ منها:
أولًا: موقع منطقة (يافع) الجغرافي؛ فـ(يافع) على سلسلة من الجبال والهضاب المرتفعة، ذات المُناخ المعتدل الدافئ الرطب، تتخللها أخاديد وشعاب ومنحدرات جبلية ووديان وبطون أودية.
ثانيًا: ظلُّ الجبال الشاهقة التي تظلِّل أشجار البُنِّ وتحميها من أشعة الشمس والرياح والصَّقيع، وتحافظ على رطوبة ودفء الجو؛ الذي يوفِّر لأشجار البُنِّ تدفئة طبيعية دون الحاجة إلى زراعة أشجار الظلِّ بينَ أشجار البُنِّ، كما هو متعارف عليه في معظم مناطق زراعة البُنِّ في العالَم.
ثالثًا: التُّربة الغنية بالمواد العضوية؛ التي تحملها مياه السيول من الجبال والوديان إلى حقول البُنِّ.
رابعًا: استخدام المزارع اليافعِيُّ المواد العضوية الطبيعية في معالجات التُّربة والشجرة؛ نحو: المخلَّفات النباتية الموجودة في الطبيعة فيحول هذه المخلَّفات إلى سماد (كمبوست) طبيعي لتحسين خواص التُّربة والحفاظ عليها وتغذية النبات، وينعكس ذلك على جودة ثَمَر البُنِّ.
خامسًا: البُنُّ اليافعِيُّ محصول عضوِيُّ صديق للبيئة، لا تُستخدم له المبيدات أو الأسمدة الكيميائية البتة.
سادسًا: زراعة بعض المحاصيل البقولية لاستخدامها في تخصيب التربة وتثبيت النيتروجين في التُّربة؛ إذ يستفيد منه النبات دون الحاجة إلى أي مخصِّبات كيميائية قد تضر البيئة والنبات والتُّربة والمياه.
سابعًا: استخدام النباتات الطبيعية؛ مثل (الأثب ومُبيد المريمرة)، في مكافحة بعض الأمراض والآفات الحشرية ومكافحة خارز البُنِّ.
ثامنًا: استخدام أوراق النباتات الميتة والجافة؛ بحرقها لينطلق منها الدخان الذي يعمل كطارد للحشرات.
كل هذه الأسباب وغيرها جعلت البُنَّ اليافعِيَّ يتمتع بخصائص فريدة، وميزات متعدِّدة، جعلته يفوق غيره من البُنِّ اليمنِيِّ والعالَمِيِّ.